بيان بمناسبة يوم المعلم الفلسطيني
نشر بتاريخ: 14/12/2025 ( آخر تحديث: 14/12/2025 الساعة: 07:52:45 )
في الرابع عشر من كانون الأول، الذي يصادف غداً الأحد، نترحم على معلمينا الذين استشهدوا، ونسأل الله الإفراج العاجل للمعلمين الأسرى في معتقلات الاحتلال، ونقف إجلالًا ووفاءً للمعلم الفلسطيني، حامل الرسالة، وحارس الوعي، وسند الوطن في ميادين العلم والبناء، رغم كل الظروف والتحديات الماثلة.
يأتي يوم المعلم الفلسطيني هذا العام في ظل واقع استثنائي ومرير، فرضته حرب الإبادة؛ إذ فقدت الأسرة التربوية عشرات المعلمين والمعلمات شهداء في عدوان الاحتلال الهمجي على قطاع غزة، حيث ارتقى معلمون وهم في مواقعهم التعليمية أو في بيوتهم بين أبنائهم، كما طال القصف مدارس ومرافق وخياما تعليمية، ما أجبر آلاف الطلبة والمعلمين على متابعة التعليم تحت القصف، وفي مدارس مؤقتة أو خيام تعليمية تفتقر لأبسط مقومات البيئة الصفية، كما لا ننسى معلمينا النازحين في طولكرم وجنين ممن أجبروا على ترك بيوتهم لكنهم واصلوا رسالتهم، إذ إن الواقع في الضفة الغربية، لم يكن أقل قسوة، إذ يواجه المعلمون تحديات الاحتلال، من اعتقالات، واقتحامات، واستهداف مباشر، إلى جانب تحديات يومية في التنقل والوصول إلى مدارسهم في مناطق محاصرة أو مهددة بالهدم.
ورغم كل هذا، يصر المعلم الفلسطيني على أداء رسالته، مؤمنًا بأن المعرفة فعل بقاء ووجود، وأن بناء الإنسان الفلسطيني هو الرد الأصدق على آلة القتل والتجهيل.
كما لا يمكن تجاهل الضغوط الاقتصادية والمالية التي أضعفت الواقع المعيشي للمعلمين، في ظل الحصار المالي الذي تسبب بخلق أزمة الرواتب المنقوصة، والتي أثرت سلبًا على استقرارهم، وقلّصت فرص التطوير، لكنها لم تُثنهم عن العطاء والصمود.
وإذ تُحيي وزارة التربية والتعليم العالي فعاليات هذا اليوم، فإنها تؤكد:
1. اعتزازها بالمعلم الفلسطيني في كل الساحات، في القدس وغزة والأغوار وفي كل بقاع فلسطين، وتخلّد ذكرى شهداء مهنة الأنبياء الذين ارتقوا دفاعًا عن حق أبنائنا في الحياة والتعليم.
2. مطالبتها المجتمع الدولي ومؤسساته بتحمل مسؤولياته تجاه حماية المعلمين والمؤسسات التعليمية والجامعات، وإنهاء استهداف التعليم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
3. استمرارها في دعم المعلمين وتوفير كل ما يلزم من خطوات استثنائية لتعزيز مقومات صمودهم، رغم التحديات المالية، والعمل على استنهاض الدعم الدولي لتأمين حقهم في بيئة تعليمية كريمة وآمنة.
في هذا اليوم، نوجّه التحية لكل معلمة ومعلم، ونجدد عهدنا بأن تبقى مدارسنا منارات كرامة وصمود، مهما اشتد الحصار أو العدوان.
نعتز بمعلماتنا ومعلمينا؛ فهم لتقدير أهل وللثقة محل.